كتب
بهجة الجنان في تاريخ تدوين القرآن
الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني
فالقرآن محارَب منذ نزوله، والجهود المشئومة، التي بُذلت لمحوه وإطفاء نوره، جهود رهيبة جبّارة.
فهذه العداوة لم تكن معلنة، ولم تظهر قط بأجيجها ولهيبها، بل ظهرت في ثوب العلم والثقافة، وظهر أهلها في ثوب الخبير الأمين، الذي يوفر معلومات دقيقة عن القرآن وأهله!
وتلك المعلومات- وكانت مغشوشة ومزوّرة – وجدت طريقها إلى كتب التراث، واستقرت فيها، ثم انتشرت واستفاضت حتى سيطرت على الأذهان، وتداولتها الشيب والشبّان، وتحدثت بها النساء والولدان؛ فإن الموضوع هو موضوع القرآن، وهويهمّ كل من كان في قلبه إيمان!
ولقد درسنا الروايات التي تتصل بجمع القرآن وتدوينه دراسة موضوعية جادة، وقتلنا ها بحثا وتمحيصا، وخبرناها سنداً ومتناً، وأقمنا عليها إقامة طويلة تمتدّ إلى سنين، وبعد ذلك سجلنا الحقائق التي ظهرت لنا مثل ظهور الشمس في ريع الضحى، واستطعنا أن نبدّد الشبهات التي نسجت حبالها في الظلام.
اقرأ