والنظام هو الذي ينفي عن كلام الله أهواء المبتدعين وانتحال المبطلين وزيغ المحرِّفين حتى إننا نملك أن نمر على الروايات التفسيرية رواية رواية، وننقدها في ضوء نظام الآيات نقداً ونغربلها غربلة ونمحصها تمحيصا ونكشف عما دُسَّ فيها مهما خفي ودقَّ، مهما كان أرقّ من الشعر.

فالاهتمام بنظام الآيات يحفظ الباحث من الزيغ والانحراف في تأويل الآيات. ويجعله على بيِّنة من ربه ونور من أمره، وإن جاء في ثوب فاخر يعجب الخاطر ويبهر الناظر.

وكم نتعجب لدهاء أعدائنا ولباقتهم إذ فطنوا لهذه الناحية فركزوا اهتمامهم على تعمية نظام الآيات. وجاءوا بركام من الروايات التي تفكك هذا النظام وتقطعه إرباً إرباً، حتى ينغلق على الناس فهم القرآن وحتى يلتبس عليهم الأمر ويصعب عليهم التمييز بين الحق والباطل.