كتب
البرھان فی نظام القرآن فی الفاتحۃ والبقرۃ وآل عمران
الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني
ومن الجدير بالذكر أن تصوري للنظام والمناسبة يختلف عن تصور الكثيرين ممن سبقوني بالكتابة في هذا المجال.
فليس المراد به عندي أن نربط الآية بالآية أو الفقرة بالفقرة أو السورة بالسورة بأي رابط كان، حتى ولو كان رابطا واهنا كما نلمسه في كتابات الناس.
وإنما الذي يهمّني منه أن نلتمس تلك الروابط التي تكسب الكلام رونقا وبهاء وتزيده قوة ورصانة وتفجر خلاله أنهاراً من المعاني والحكم.
فإن النظام ليس شيئا مقصودا بذاته إذا لم يقدم إلينا شيئا جديدا.
وإني أنوه بشأنه وأشيد بذكره لأنني أعتقد أنه هو سر إعجاز القرآن كما أنه هو مفتاح فهمه. ومعظم كنوزه وأسراره مودعة في طي نظامه.
فهذا النظام هو الذي جعل من الآيات التي لا نرى فيها من ضروب البلاغة إلا التجنيس والطباق والحذف والتكرار وما شابه ذلك، عالما عجيبا من الروعة والجمال وبحرا زاخرا من المعاني والحكم بحيث تهتز لها النفس اهتزازاً وتمتلئ بها بهجة وسروراً.
اقرأ