مشاركة:

المقالات


image not found

تغريدة لامرأة سعودية!

محمد عناية الله أسد سبحاني

ناشطة سعودية فاضلة:"سارة الغامدي" نشرت قبل أيام تغريدة قالت فيها:

" أكبر جامعة في العالم وأفضلها هي سجون آل سعود، لما فيها من كثرة العلماء والدكاترة والدعاة المصلحين والشرفاء...

شروط دخولها "كلمة حق" في وجه سلطان جائر!"

ماذا نقول عن تلك التغريدة؟ فهي محزنة تعصر القلب عصرا!

ومخجلة تنكس هامة أيّ مسلم أبيّ يحب الإسلام وبلاد الإسلام، وعلى رأسها بلاد الحرمين الشريفين!

ذكرت تلك الناشطة الجريئة الأبيّة العاقلة ما رأت وما شاهدت في سجون آل سعود، وكانت صادقة فيما قالت، فما زادت وما نقصت!

وتفيد الأنباء أن الوضع أشد من ذلك وأفظع!

فهذه الجامعة التي ذكرتها الناشطة السعودية إذا كانت غنية بالعلماء، والدكاترة، والشرفاء، فإدارتها بأيدي الذئاب والكلاب والأفاعي! ولا تسأل عن حال العلماء، والدكاترة، والشرفاء إذا تسلطت عليهم الكلاب والذئاب والأفاعي!

ولو أن تلك الناشطة الأبيّة ضربت جولة سريعة إلى السجون المنتشرة في بلاد المسلمين، لوجدت أن تلك الكارثة المخجلة ليست مقصورة على السعودية، فهناك دول وحكومات تعتبر خطأً دول المسلمين وحكومات المسلمين، وهي ليست من الإسلام في شيء!

تلك الدول والحكومات أيضا تجاريها في هذا المضمار! وتسابقها إلى هذا الخزي والعار!

يا للهول! وياللعجب! السجون التي من شأنها أن تمتلئ بالمجرمين المفسدين، أصبحت مليئة بالصالحين المصلحين!

 والكوادر الطيبة، التي تكون مفخرة لأي دولة وأي حكومة، والتي ينفق على تربيتها وتنميتها الأعداء ما لا ينفقون على شيء آخر.

تلك الكوادر الطيبة الغالية تهان وتداس بالأقدام في بلاد المسلمين !

وعباقرة الشباب وعمالقة الرجال، الذين يعتبرون كنوزا للبلاد والعباد، والذين يثرون البلاد، ويتقدمون بها إلى الأمام، هؤلاء العباقرة والعمالقة تخافهم تلك الحكومات، وتحتال لأن تتخلص منهم، ولو بالقتل والصلب !

يا للكارثة! امتلأت السجون بالرجال، وما بقي في دول المسلمين، وبلاد المسلمين إلا أشباه الرجال! حتى جعل الدهر يسأل سؤالا يبكي العيون ويقرح الجفون:

وآلمني وآلم كل حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرّ ** سؤال الدهر أين المسلمونا؟

استحيوا يا حكام المسلمين! وعودوا إلى صوابكم!

فالأيام دول، والسلطة التي فُتِنتم بها لاتبقى طويلا، فهي ظل زائل ورزق حائل!

وبعد ذلك حساب شديد!

 حساب طويل وبيل!

حساب يجعل الولدان شيبا!

 فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (سورة المزمل:18)